الرئيسية » ملفات » مذكرات ت.اسلامية

كفايات التدريس ومصطلحاتها التربوية
2013/01/02, 11.30 AM

كفايات التدريس ومصطلحاتها التربوية

         استندت في إعداد هذه البطاقة التي أسميتها"تقنية" إلى مجموعة من المراجع المتخصصة،استجمعت من خلالها خلاصات لمفاهيم تربوية متداولة على نطاق واسع في الميدان التعليمي والتربوي،لها علاقة وطيدة بمدخل الكفايات تحتاج إليها،أو تتفاعل معها أو تتأسس من خلالها.وتوخيت تجنب التعريفات اللغوية،مركزا على المفاهيم الاصطلاحية لما لها من أهمية على مستوى تدقيق المصطلح بتصرف لا يخل بالمعنى.

       1- التدريس الفعال: وهو عملية تقديم الحقائق والمعلومات والمفاهيم للمتعلم داخل الفصل الدراسي،أو هو منظومة متكاملة من العلاقات والتفاعلات،له مدخلاته وخطواته ومخرجاته.وهو أيضا عملية تفاعلية أو اتصالية بين المدرس والمتعلم،وأخيرا هو وسيلة اتصال تربوي هادف ومخطط له.

       2- الفعالية: هو العمل بأقصى الجهود للوصول إلى تحقيق الهدف عن طريق المخرجات المرجوة،وتقويمها بمعايير وأسس البلوغ إلى المقصد.أو هو العمل القادر على تحقيق الأهداف الأصلية عن طريق التحضير،وقيل هو الفعل الذي يؤدي إلى نتائج مرضية في مجال التدريس دون إهدار للوقت والطاقة.

      3- أسس التدريس الفعال: منها إلمام المدرس بمادته وبالكفايات و المهارات اللازمة لتحقيق الأهداف،يضاف إليه الاحاطة بقواعد وأسس الاستخدام الناجح لوائل وتقنيات التعلم،في مواكبة التطورات الحاصلة في ميدان علوم التربية وأساليب التدريس،وأخيرا البعد عن النمطية الدائمة واستخدام الجديد المبتكر "الإبداع".

     4- التدريب: هو نشاط مخطط يهدف إلى تغييرات في الفرد والجماعة،من اجل شغل مهنة التدريس بكفاءة عالية وإنتاجية ناجعة،ويعتمد على وضوح الغرض وتوفير الخبرات المباشرة،والاعتماد على الممارسة المحققة للأهداف المرجوة من التدريب أو"التكوين"

    5- الأداء: هو القدرة على القيام بعمل شيء بكفاءة وفعالية ومستوى معين،أو هو الفعل الايجابي النشيط لاكتساب المهارة أو القدرة أو المعلومة، أو التمكن الجيد من أدائها تبعا للمعايير الموضوعية.

    6- المهارة: هي ضرب من الأداء تعلم الفرد أن يقوم به بسهولة وكفاءة ودقة مع اقتصاد في الوقت والجهد،سواء كان هذا الأداء عقليا أو اجتماعيا أو حركيا.وتعتمد على السرعة والدقة في الإنجاز وفق استراتيجية محكمة.

    7- الكفاءة والكفاية: هناك خلط بينهما أحيانا،ولا بد من الفصل والتميز بينهما كما أسلفنا.

      أ- الكفاءة: هي القابلية لتحقيق وتطبيق المبادئ والتقنيات الجوهرية المتعلقة بحقل معين في المواقف العملية."جود" أو هي مدى القدرة في النظام التعليمي على تحقيق الأهداف المنشودة منه.أخيرا هي معرفة المدرس بكل عبارة يقولها ومالها من أهمية في مجال التدريس.

     ب- الكفاية: هي القدرة على إنجاز النتائج المرغوبة مع اقتصاد في الجهد والوقت والنفقات"جود" أما في مجال التدريس فهي المقدرة المتكاملة التي تشمل مجمل المفردات المعرفية والمهارات والاتجاهات اللازمة لأداء مهمة ما، أو جملة ما يمكن أن يؤديه الفرد في اللحظة الحاضرة،سواء كانت عقلية أو وجدانية أو حركية.

    ج- أما العلاقة بين مفهوم الكفاية ومفاهيم المهارة والأداء والفاعلية والتدريب،فنسجل بشان ذلك مايلي:

     *- عندما نميز بين الكفاية والمهارة،نجد أن نطاق الكفاية اعم واشمل من المهارة لان المهارة تعد عنصرا مكونا لها، حيث إن هذه الأخيرة تتطلب السرعة والدقة والتكيف والتمكن وفق معايير الوصول إلى الهدف،خلافا للكفاية التي تتطلب اقل التكاليف من حيث الجهد والوقت...وإذا تحققت المهارة في الإنجاز أو أداء شيء ما،فهي تعني تحقق الكفاية له،وعلى العكس من ذلك،فإذا تحققت الكفاية لشيء ما،فهذا لايعني تحقق المهارة به،لان الكفاية ترتبط بكثير من الأعمال التنظيمية والفنية والإدارية،في حين تركز المهارة على أداء عمليات حسية حركية.وبهذا المعنى فإنها تصور المستوى العالي من الكفاية في الإنجاز.

     *- أما العلاقة بين الكفاية والأداء،فان هذا الأخير لكي يكون فعالا يجب أن يكون ذا كفاية عالية،وان الكفاية ترتبط بالمقدرة على العمل بمستوى معين من الأداء.

     *- أما العلاقة بين الفعالية والكفاية فيمكن تلخيصها في النقط التالية:

     - إذا تحققت الفعالية لشيء ما فهي تعني تحقق الكفاية له، لان الكفاية مطلب ضروري للفعالية.أما إذا تحققت الكفاية لشيء ما، فهذا لايعني بضرورة تحقق الفعالية له،لان الكفاية احد عناصر الفعالية.هكذا فان نطاق الفعالية يتضمن الكفاية،ولكن الكفاية قد لا يتضمن نطاقها الفعالية.

     *- أما العلاقة بين كل ما سبق والتدريب،فان هذا الأخير يتيح الفرصة للكفاية والمهارة بالظهور على مستوى الأداء حتى يكون فعالا بالممارسة المعرفية والمهارية والوجدانية(27).

     8- القدرة: هي عبارة عن مهارات متنوعة يمتلكها الفرد إما عن طريق الاكتساب أو عن طرق البرمجة الوراثية،وه تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

     أ- القدرات الذهنية أو العقلية.

    ب- القدرات الوجدانية أو الانفعالية.

    ج- القدرات الحسية الحركية.

    - وإذا أضيف إليها الكفاءة،اعني(القدرة-الكفاءة) فإنها تعني التمكن من القيام بمهمة ما، بصورة مقنعة وكافية،ويهمنا هنا المجال التعليمي، حيث أن القدرة التعليمية أو التربوية تشير إلى مستوى مشترك من الإنجازات المحددة التي ينبغي أن تعمل المدرسة على إشاعتها بين المتعلمين حتى يتمكنوا من نقلها أو تحويلها إلى مستويات مختلفة من الحياة الاجتماعية أو المهنية.

   - أما إذا أضيفت الكفاءة إلى القدرة الدنيا،فإنها تشير إلى مستوى أدنى من المعارف والمهارات المختلفة،ينظر إليها على أنها كافية ومقبولة حسب معايير محددة.وهناك على الأقل ثلاثة أنواع من القدرات أو ثلاثة تصورات عامة في تحديد هذه القدرات:

   أ- تصور مدرسي: يعتمد القدرات الدنيا دون أن يهتم بوظيفتها في الحياة العامة،مثل القدرة على القراءة والكتابة.

  ب-تصور وظيفي:يركز على الحياة العملية باعتبارها مهارات تسمح بإدماج الفرد مباشرة في هذه الحياة.

  ج- تصور موسع لمفهوم القدرة الدنيا: ويعتمد على معايير مثل إمكانية التهيؤ للحياة العملية المهنية،أو الإحساس بالمواظبة والالتزام والتفتح والنمو الشخصي(28)

     9- مؤشر الصعوبة: هو مؤشر إحصائي، يعتمد في قياس مدى الصعوبة أو السهولة الذي ينم عن"سلوك" مثل الذي يطرح في الاختبارات أو الاستبيانات من أسئلة،ويحدد لها سلم تنقيط "كمعيار".

     10- المواقف: هي عبارة عن استعدادات توجه تصرفات الفرد إزاء موضوع أو شخص أو جماعة أو ظاهرة من الظواهر الاجتماعية،ومن السلوكات المعبر عنها: كالدفاع عن فكرة، أو موقف قيمي إزاء شيء ما، أو نقد لأعمال أدبية أو فنية أو دينية لتقويم بعض الظواهر،كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

     11- المواصفات: هي المقاصد الكبرى للتربية والتعليم،تخص مرحلة دراسية معينة من مراحل التعليم أو أطواره،لذلك يصعب ملاحظتها بسهولة،مثالها:"ترسيخ القيم الدينية والخلقية في نفوس الناشئة".وإذا قارناها بالكفايات،نجد أن هذه الأخيرة عبارة عن أهداف تعليمية اقل عمومية من الأولى، لأنها ترتبط بالفعل التعليمي المباشر كأهداف يمكن تحقيقها في اجل محدد(29).

العلاقات المنهجية على مستوى امتداد الكفايات عبر المكونات والوحدات الخاصة بالتربية الإسلامية وبقية المواد الأخرى تحقيقا لمبدأ التكامل في تحقيق غايات التعليم.

       من الصعب جدا استعراض خصوصيات سائر المناهج التربوية في بحث متواضع محدد الغاية والمقصد،من منظور"الكفايات المنهجية" نظرا لشساعتها وتنوعها وتباينها،ذلك أن الكفايات المنهجية هذه المتعلقة ببناء المناهج الدراسية والبرامج التعليمية أصبحت اليوم في الإصلاح الجديد العمود الفقري لضمان التكامل المنشود بين سائر المواد الدراسية لتحقيق المقاصد العليا للتربية والتعليم في المغرب،ومن الجدير بالذكر فان حصر النتائج التربوية التي تبلورت عبر التاريخ التربية كثيرة ومتعددة نخص بالذكر منها على سبيل المثال:

1- منهاج المواد المترابطة،وتسمى أيضا بالمتشابهة لتقاربها وانسجامها.

2-منهاج الاندماج بين المواد غير المتشابهة لأغراض خاصة،تقوم على قاعدة خاصة تجمع بينها كالرياضيات مثلا التي لا يستغنى عنها في العلوم الإنسانية والطبيعية والفيزيائية.

3-منهاج المجالات الدراسية أو الأقطاب والتي تسعى إلى تحقيق التكامل بين المواد كما الحال في التعليم الأصيل.

4- منهاج الوحدات الدراسية،المتنوعة المواضيع سواء داخل المقرر الواحد أو المتعدد عبر المستويات سواء كانت أدبية أو علمية.

5-المنهاج التقليدي الذي يتمحور حول المادة الدراسية ويجعل الأستاذ محور العملية التعليمية التعلمية.

6-  المنهاج المحوري المعاصر الذي أنتجته التربية الحديثة المعاكس للمنهاج التقليدي،وهو يتمحور حول الطفل لا المادة الدراسية.

واهم هذه المناهج على الإطلاق-على مستوى مادة التربية الإسلامية-هو منهاج التكامل المعمول به في الإصلاح الجديد.

فهو على المستوى الخاص يساعد على امتداد الكفايات وتفاعلها سواء على مستوى المادة الواحدة،أو المادة التي تتقاطع معها مثل التربية على حقوق الإنسان.

وعلى المستوى العام يساعد أيضا على امتداد الكفايات وتفاعلها على مستوى سائر المواد المتكاملة،بما في ذلك استدماج مبادئ التربية على حقوق الإنسان في جميع المواد الحاملة لها لخلق التكامل والتواصل والانسجام بينها عن طريق تحويل الكفايات وتوظيفها في المجالات الحقوقية والتخصصية،وملاءمتها بالكفايات الإسلامية السباقة إلى احتضان تلك المبادئ،لان الإسلام من الناحية التاريخية أقدم في الإعلان عنها من غيره من الهيئات والمنظمات...وكل ذلك من اجل تحقيق الأهداف العليا المسطرة للنظام التعليمي في المغرب،كما هو واضح وجلي في الميثاق الوطني للتربية والتكوين هذا وقد تبين من جرد محتويات هذا الميثاق انه تبنى استراتيجية خاصة لتحقيق هذه الكفايات المستهدفة في واقع التعليم بالمغرب فشطرها إلى ثلاثة مكونات:

أ‌-     وضع اختيارات للتربية والتعليم.

ب- صياغة مواصفات أخرى تهم التعليم والتكوين،بما في ذلك التربية على حقوق الإنسان.

ج- اعتماد خطة عمل محكمة تحدد رزنامة(مجموعة)العمليات التي سيتم إنجازها عبر دراسة المشاريع وتقويمها في كل أطوار التعليم وأسلاكه وشعبه.

وهكذا أعادت الوزارة النظر في تنظيم محتويات التعليم على أساس هذه الكفايات،في المجالات المعرفية والوجدانية والمهارية لارتباطها الوثيق بالأهداف السلوكية والأهداف الوسطى والغايات البعيدة،بناء على مبدأ التدرج في التعليم ومراعاة خصوصيات المواد ومنطقها الداخلي وأشكال المعرفة والأساليب الديداكتيكية الناضجة.

إن المفاهيم المدمجة في منهاج التربية الإسلامية الجديد هي المبادئ نفسها التي تقوم عليها العقيدة،والأصول التي تتأسس عليها الشريعة،والسلوكات التي تنبني عليها الأخلاق...بحيث تشكل هذه المفاهيم المدمجة-في نهاية التحليل- النواة الصلبة للمادة الدراسية بشكل متفاعل بين العقيدة والشريعة(السلوك)،بناء على قاعدة الإحسان:"أن تعبد الله كأنك تراه،فان لم تكن تراه فانه يراك" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.وهذا يسمح لنا بترسيخ كفايات إسلامية متداخلة ومتكاملة وممتدة في فكر المتعلم المسلم وسلوكه ووجدانه

 

 

يلاحظ من خلال هذا الرسم التفاعل الحاصل بين الكفايات:ذلك إن العقيدة تؤثر في الشريعة كما تؤثر في الأخلاق والعكس صحيح أيضا.

ولمزيد من الإيضاح للكفايات الممتدة ولمفهوم التكامل،نسوق هذا التقسيم الضروري للوصول إلى الأهداف المرجوة مصحوبا بأمثلة تسهل عملية التمثيل:

أ‌- وظيفة المواد الدراسية:وهذه تحقق الاندماج الاجتماعي للمتعلم:ومثالها(الصلاة-الأمر بالمعروف- النهي عن المنكر- تقدير الواجب- الإحسان إلى الوالدين....الخ)

ب‌-  مراعاة الربط بالمكتسبات السابقة:سواء كانت معرفية أو وجدانية أو مهارية،تساهم في تحقيق كفايات محددة بشكل تدريجي: من أمثلتها:(معرفة قواعد التجويد- تحديد مراجع التوثيق...) وعلى أساسها تقسم الكفايات إلى خاصة(نوعية) مناطها:المكون الواحد،أو الوحدة الدراسية أو القطب الدراسي،وكفايات ممتدة "خاصة بكل المكونات/الوحدات/الأقطاب" سواء كانت منهجية أو مفاهيمية.

ج- مراعاة إشكالية التحويل:أي تحويل الكفايات من مكون إلى آخر أو من مادة إلى أخرى ويتم ذلك عبر خصوصيات هذه المواد ووحداتها تحقيقا للاندماج والتكامل المنشودين.

وهذه العملية التواصلية لصعوبتها،تتطلب مواكبة المدرس للتطورات الحاصلة في أفق هذا المنهاج المندمج عبر سلسلة من الشروط تندرج تحت نوع خاص من الكفايات النوعية وهي:

أ‌-     عقلنة  النشاط التربوي و الرفع من كفاية التلاميذ والأساتذة معا.

ب‌-   تدريب المتعلمين على اكتساب المهارات والكفايات في مختلف المواد

ج- الانطلاق من الأهداف العامة نحو الأهداف الخاصة عبر الكفايات.

د- الاهتمام بالمثل والقيم العليا التي تغلفها الأهداف السلوكية الدنيا.

هـ الاعتماد على مبدأ التعلم الذاتي وأساليبه بناء على الفروق الفردية.

و- اختيار أساليب التقويم المناسبة لهذه الكفايات المندمجة بناء على اختيار المحتوى

والطرائق.

هكذا يتم تقويم الكفايات بناء على معايير تمكين المتعلم من حذق المهارات وتنشيط القدرات على التحليل والاندماج واتخاذ المواقف الايجابية إزاء الواقع المعيش على مستوى التحصيل،كما على مستوى التحليل وذلك عبر ثلاثة أنواع كفايات.

أ‌-     كفايات خاصة:بمكون من المكونات(كالتعرف على المصطلحات الفقهية).

ب‌- كفايات ممتدة:( شاملة لكل وحدات التربية الإسلامية/الأقطاب،مثل استخدام المعارف والمهارات قضايا التحليل والتركيب...).

ج- كفايات منهجية:وتشمل الملاحظة والتحليل في وضعيات محددة معتادة أو طارئة(أسلوب الأمر وصيغه في القران الكريم من الناحية الأصولية).

وخلاصة القول أن منهاج التكامل هذا الذي نحن بصدده،هو الذي يحقق في نهاية المطاف مقاصد وغايات التعلم في بلادنا بناء على تكامل سائر المواد في بناء الشخصية المتزنة المرغوب فيها.

ويبقى العامل الأساسي في ضمان نجاح العملية التربوية برمتها محصورا بنوع المدرس وكفاءته وكفاياته.

فماهي إذن كفايات المدرس الناجح؟وماهي أسس النظرية والعلمية التي تؤهله لتمثلها وإتقانها؟ذلك ما سنختم به هذا المبحث بالتركيز على إعداده العلمي والتربوي ضمانا لمردودية أفضل.

الثاني عشر:كفايات المدرس الناجح وأسسها النظرية والعلمية:

المحنا في ثنايا هذا البحث إلى أن أية محاولة للإصلاح يجب ألا يستثنى منها الفاعل التربوي أيا كان،مدرسا أو مديرا أو مفتشا،وقد لاحظنا أن كل جديد وارد يستصعبه كثير من الأساتذة،وقليل منهم من يبدي تقبلا حذرا.والذي يلفت الانتباه في بعض اللقاءات التربوية أن الصنف الأول من هؤلاء المدرين ليس لهم نفس الإطلاع على الأبحاث المتعلقة بالكفايات،سواء المترجمة من اللغات الأجنبية أو التي الفتها أقلام متخصصة باللغة العربية،خصوصا وأنها لا تحتوي على أمثلة تطبيقية في مادة التخصص كالتربية الإسلامية مثلا،وكل مدرس لا يلمس في نفسه حافزا على اكتساب المعارف التربوية الجديدة يظل متخلفا وبالاحرى متجاوزا مهما بذل من جهد في عملية التعليم والتعلم الفصيلة،وهذا يحتم علينا أن نقدم في هذا المبحث بعض أسس النظرية والعلمية التي من شانها أن ترسخ لدى الفاعل التربوي أهم الكفايات التي تضمن له مسايرة التطور التربوي،وبالتالي النجاح في تحقيق أهدافه المنشودة،فيتجاوز بذلك الجمود على قوالب الماضي إن كان من صنف الرافضة،أو يترقى في سلم مواكبة الإصلاح التربوي الجديد إن كان من صنف المواكبين،أو يتميز في الوسط التعليمي عن غيره إن كان من صنف المجتهدين،وهكذا كل حسب استعداده ودرجة تقبله،ويمكن أن الخص هذه الأسس النظرية والعملية المحققة لكفايات المدرس الناجح والتي تدخل في الكفايات النوعية في أبعاد ثلاثة بالإضافة إلى البعد الاجتماعي:

1-  البعد الأخلاقي:وهو الركن الأساس في كل عملية تدريسية،يجعل من المدرس قدوة للمتعلم بمثابة كفاية دائمة ومستقرة

2-  البعد العلمي:( الأكاديمي) ويرتبط بالكفاية المعرفية اللازمة للممارسة التدريس عن جدارة بكل شروطها بما في ذلك التكوين الذاتي المستمر في بناء الشخصية العلمية المتزنة والماهرة والمستوعبة لكل جديد.

3-  البعد التربوي: ككفاية ديداكتيكية تمكن المدرس من حذق مستلزمات الفعل التعليمي:كتحليل محتوى المادة،والإطلاع على خصوصيات المتعلم،والتخطيط للدرس،وصياغة الأهداف،وتحديد استراتيجية التدريس،والوسائل التعليمية المساعدة،وتنظيم بيئة الفصل،والتهيئة للدرس،وجذب الانتباه،وتنويع الحوافز،وتحسين الاتصال،واستخدام أساليب التعزيز في إدارة الفصل،وتحديد الوجبات المنزلية،وأساليب التقويم(المباشرة،والتكوينية،والختامية).

4-  البعد الاجتماعي:ككفاية في التواصل مع الإدارة التربوية والمجالس التعليمية والجمعيات المدنية الثقافية والخيرية وخاصة التي تروج لنشر مبادئ حقوق الإنسان من اجل ترسيخها في المجتمع المحل والوطني والدولي من منظور المرجعيات الحقوقية والدينية.

          هذه الكفايات الأربع ضرورية لكل مدرس يسعى إلى ترقية مستوى تحصيله العلمي والتربوي،وهي ليست بجديدة،وإنما اقتضت لغة العصر أن تنعت بذلك الاسم،فهي مقومات لا بد منها كما وصفها الأستاذ عابد توفيق الهاشمي تلزم المدرس بضرورة مواكبة التطور التربوي في مستويات مختلفة نختصرها في الأتي:

1- على المستوى المعرفي:غزارة العلم في مادة التخصص،فما دمنا في الحديث عن التربية الإسلامية لا بد للمدرس أن يكون ملما بأصول الدين وفروعه كالعقائد وأحكام الشريعة زيادة على الاحاطة بالثقافة العامة لمواجهة شبهات التغريب والإيديولوجيات الدخيلة، ولا يتأتى له ذلك إلا

إذا أوتي شخصية قوية تتجلى فيها مظاهر القدوة والتمثل والحركية والصبر وقوة التحمل.

2- على المستوى التربوي:الإلمام بأصول التدريس وبالطرق الفعالة،مع التمكن من مبادئ علم النفس التربوي.

3- على المستوى الديداكتيكي أو تنفيذ المحتوى:لابد للمدرس أن يدرك أن البعد المعرفي للتربية الإسلامية ضروري للبعد التربوي،فهو يكمله ويعمقه،بل ويعطي ثمارا جيدة ودانية للتربية الإسلامية،إذا ربطها بالواقع المعيش وحسس التلاميذ بأهميتها كمادة حياة،تهدف إلى توعيتهم بان المستقبل لهذا الدين.

والأستاذ قادر على أن يصل إلى قلوب التلاميذ ووجدانهم إذا ابتعد عن الأسلوب التبريري،فيلجأ إلى الإقناع.وأسلوب الإقناع كفيل بتجاوز سائر المشكلات التي تعترض سبيله في تحقيق غايات التربية والتربية والتعليم.
الفئة: مذكرات ت.اسلامية | أضاف: bouamama
مشاهده: 682 | تحميلات: 0 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]