الرئيسية » مقالات » مقالات تربوية

العنف المدرسي

بسم  الله الرحمان الرحيم:

العنف المدرسي

 

تعد ظاهرة العنف المدرسي ظاهرة قديمة حديثة، أخدت أبعاد خطيرة جدا في الآونة الأخيرة ولم تعد تستثني أحدا سواء تلامذة أو أساتذة أو أطر تربوية..و لم يقتصر العنف على الأفراد فقط بل تعداه إلى البنيات و التجهيزات المرتبطة بالمؤسسات التعليمية في مؤشر على تطور العدوان ضد كل ما يمت صلة بالتربية والتعليم..

و للتعرف أكثر على هاته الظاهرة لابد من الوقوف على أسبابها وسبل علاجها .

إن العنف الدراسي هو سلوك غير مقبول اجتماعيا و لا أخلاقيا يؤثر على السير العادي للممارسة التربوية كما ينتج أضرار نفسية و اجتماعية سواء للتلميذ أو للمدرس أو لجماعة التلاميذ الذين شهدوا العنف ضد من يرونه قدوة لهم، وتعود

 

أهم أسباب لجوء بعض التلاميذ إلى العنف ضذ مدرسيهم إلى مايلي:

 

-         مشاكل التلميذ الأسرية: يرتبط هذا المشكل بالعنف الممارس على التلميذ من قبل الأب أو الأخ الأكبر أو شخص له سلطة على التلميذ داخل الأسرة، أو مشاكل بين الوالدين تسبب أزمات نفسية للتلميذ  فتتحول المؤسسة التعليمية  هي المصب لجميع الضغوطات الخارجية فيأتي التلاميذ  المٌعنّفون من قبل الأهل والمجتمع المحيط بهم إلى المؤسسة ليفرغوا الكبت القائم بسلوكيات عدوانية عنيفة يقابلهم تلامذة آخرون يشابهونهم الوضع بسلوكيات مماثلة وبهذه الطريقة تتطور حدة العنف ويزداد انتشارها.

-         في كثير من الأحيان نحترم التلميذ  الناجح فقط ولا نعطي أهمية وكياناً للتلميذ الفاشل تعليميا، و  حسب نظرية الدوافع فالإحباط هو الدافع الرئيسي من وراء العنف، إذ أنه بواسطته يتمكن الفرد الذي يشعر بالعجز ، أن يثبت قدراته الخاصة. فكثيراً ما نرى أن العنف ناتج عن المنافسة والغيرة.

-         متطلبات المدرسين والواجبات المدرسية  التي تفوق قدرات التلاميذ وإمكانياتهم، كما أن التقدير فقط يكون  للتلاميذ  الذين يكون  تحصيلهم عالي، حيث نجد أن التلميذ الراضي غالباً لا يقوم بسلوكيات عنيفة والتلميذ الغير راضي يستخدم العنف كإحدى الوسائل التي يُعبر بها عن رفضه وعدم رضاه وإحباطه.

-         عدم التعامل الفردي مع التلميذ، وعدم مراعاة الفروق الفردية داخل الفصل. لا يوجد تقديرللتلميذ كأنسان له شخصيته وكيانه. عدم السماح التلميذ بالتعبير عن مشاعره فغالباً ما يقوم الأساتذة  بإذلال التلميذ وإهانته أمام جماعة الفصل، و غياب التواصل الفعال و الإيجابي بين التلميذ و المدرس إظافة إلى التركيز على جوانب الضعف عند التلميذ والإكثار من انتقاده، الاستهزاء به  والتقليل  من أهمية أقواله وأفكاره.

-          مسؤولية المدرس عندما يحدث مسافة كبيرة بينه و بين  التلميذ، حيث لا يستطيع محاورته او نقاشه حول مستواه أو مشاكله ، أو ملاحظة أي تغير في سلوكه او عدم رضاه من المادة. كذلك خوف التلميذ من السلطة يمكن أن يؤدي الى خلق تلك المسافة.

-         تأثر المراهقين بمشاهد العنف و الجريمة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، أنترنت فضائيات أفلام ، وحتى الألعاب الإلكترونية أصبحت عنيفة وتقوم على أساس القتل و التدمير يمختلف الأسلحة..

-         تدني نقط المراقبة المستمرة بفعل تدني المستوى التعليمي للتلميذ و مطالبته المدرس بالنقط بواسطة التهديد اللفظي و في بعض الأحيان الجسدي.

-         الإدمان على المخدرات بمختلف أشكالها يؤدي  الى انعدام التوازن في حياة التلميذ و شخصيته..ومادام الاستاذ مسير الجماعة و يفرض صرامة مهنية و رقابة على جميع التلاميذ، فإن البعض ينظر الى المدرس باعتباره عدوا له يحد من حريته و نشاطه و ربما إبراز نفسه كقائد لجماعة القسم..

ومن الحلول المقترحة للحد من ظاهرة العنف المدرسي ما يلي:

-         إنشاء مراكز للإنصات داخل المؤسسات التعليمية،

-         فتح حوار و تواصل مع التلاميذ المنحرفين و الفاشلين دراسيا للوقوف على مشاكل التلميذ و أسباب فشله الدراسي،

-         إقامة نوادي وورشات تضمن تواصل أكبر فئة من التلاميذ مع مدرسيهم، وتقضي على الإنعزالية والتطرف وإعطاء فرصة للتلاميد المشاغبين بالتسيير و التنظيم لمختلف الأنشطة مع تقديم جوائز و تحفيزات وعدم الاقتصار في الجوائز على المتفوقين فقط..،

-         تفعيل قوانين زجرية رادعة في حالة تعرض المدرس للعنف من طرف أي تلميذ أو ولي أمره ..،

ويبقى للأستاذ السلطة والخبرة و الحنكة في مواجهة مختلف الحالات داخل فصله و محاولة حل جميع المشاكل بمهارة دون اللجوء الى العنف حتى لا يقابل بعنف مضاد يكون أخطر مما يتصوره، فقد كثر الحوادث المدرسية و لم يعد يمر يوم حتى نسمع أن تلميذ طعن أستاذه و آخر ضربه بشده حتى أغمي عليه، و أستاذة تعرضت للإعتصاب ....و الحالات كثيرة ، لكن نتمنى أن لا نسمع يوما ما أن تلميذا أدخل معه مسدسا و قتل 20 تلميذا و قتل الأستاذ ثم قتل نفسه ..ربما هذا ما يحدث في المجتمع الغربي و الأمريكي ، لكن قد تنتقل العدوى إلينا إذا لم نعالج المسألة معالجة شمولية بتدخل جميع الفاعلين من آباء و أساتذة و جمعيات المجتمع المدني بمختلف تخصصاتها، و العلماء ..كل في مجال تخصصه، وان لا نلقي المسؤولية فقط على رجل التعليم ..الذي أصبح شماعة لتعليق كل المشاكل الإجتماعية التي يتسبب فيها التلميذ المنحرف، كما يجب مراجعة المنتوج الاعلامي في القنوات الوطنية التي تتربص برجل التعليم في كل صغيرة و كبيرة و تنقل للمجتمع صورة خاظئة عنه تؤدي بالمجتمع الى النفور منه و معاداته و بالتالي ممارسة العنف ضده ..

 

 

الأستاذ: عبدالهادي بوعمامة

أستاذ الثانوي التأهيلي

مادة التربية الإسلامية

 

الفئة: مقالات تربوية | أضاف: bouamama (2013/01/24)
مشاهده: 2833 | تعليقات: 2 | علامات: عنف،مدرسي،تلميذ،استاذ،مؤسسة،تعليمية | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 2
1 noradin  
0
يجب الحد من ظاهرة العنف المدرسي بتوعية الشباب المراهيقين بندوات و اجتمعات و اعلانات داخل المؤسسات التعليمية لائنها لها الكثير من المخاطر سواء تلامذة أو أساتذة أو أطر تربوية وليس هكدا فقط بل حتى على البنيات و التجهيزات المرتبطة بالمؤسسات التعليمية و شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا لك يااستاد لئنك تفتح لنا المجال لتعبير عن رئينا عبر المواقع اللكترونية و القليل من الاساتدة الدين يفعلون هكدا[/size]

2 bouamama  
0
على الرحب والسعة نحن رهن اشارة جميع التلاميذ في كل تواصل فعال لنقاش كل الامور المتعلقة بنا هو تربوي

إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]